الوطن الليبية - طرابلس
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن النظام في ليبيا يعمل بوجهين، فهو يحاول حاليا لعب دور الرجل القوي، وأيضا الضحية في نفس الوقت في تعاملها مع العالم الخارجي، وفي حين تطلق العنان لقصف سمومها على خصومها، لكنها تلتمس في نفس الوقت وقف إطلاق النار والبحث عن الحوار.
وأوضحت الصحيفة ـفي معرض تعليقها على الوضع الليبي في موقعها الإلكتروني علي شبكة الإنترنت- أن الوجه السيئ يأتي أولا، حيث تعهد معمر القذافي بتطهير ليبيا،
ووصف المتظاهرين الليبيين بـ"سكارى القاعدة" و"العصابات المسلحة" و"الإرهابيين"، أو ببساطة "القراد الذي يغزو الفئران". وحتى الآن وفي الأسبوعين الماضيين، بدا أن بعض المسؤولين في العاصمة الليبية طرابلس أدرك هذا الاستخفاف بالمعارضة، إلا أنهم على الرغم من لعبهم جيدا على مؤيدي القذافي في مسقط رأسه، لم يلعبوا بصورة جيدة في العالم الخارجي.
ونوهت الصحيفة إلى بزوغ خط جديد (الوجه الجيد)، متمثلا في الخطاب الاسترضائي الذي ألقاه القذافي نهاية الأسبوع الماضي، الذي تضمن أن الحكومة الليبية صانعة للسلام، وأنها النظام الذي قبل خطة سلام الاتحاد الإفريقي، والتي رفضها المتظاهرون الليبيون، وهو سوء الفهم الذي تلقاه أصدقاؤنا الأجانب في الخارج، لكن لا تزال ليبيا ترغب في حل مشكلاتها عبر الحوار.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ليسا آندرسون، رئيسة الجامعة الأمريكية في القاهرة، قولها إن "هذا الإحساس بعدم التقدير وعدم الفهم يمثل شعورا طويل الأمد بين الليبيين، وصاحبه بعض الجموح، إنهما وجهان لعملة واحدة". وغالبا ما يكون هذان النهجان غير مريحين إذا ما كانا جنبا إلى جنب، حيث يقترح المسؤولون إجراء الحوار، ولكن يطالبون في نفس الوقت بشجب المتظاهرين الذين لا يمثلون أي شخص، الأمر الذي يعتبر خطوة في جوهرها لا تستحق أن تتخذ.
وهناك رد شائع فحواه أن ليبيا تتعامل مع الجماعات المسلحة، الأمر الذي اعتبره القذافي مؤامرة تم تدبيرها بمساعدات خارجية للمحتجين الذين تحولوا إلى العنف والاستيلاء على الأسلحة وحرق مراكز الشرطة. وربما قتل عدد من المدنيين من 150 إلى 200 مدني على الأقل. كما أعرب مسؤولون ليبيون من الذين عملوا بجد فيما مضي لتوطيد العلاقات مع الغرب عن بالغ أسفهم لدمغهم بالخيانة من قبل أصدقائهم السابقين في واشنطن ولندن، قائلين إن الغرب تخلي عنهم بين عشية وضحاها.
وزعم مسؤول آخر -رفض الكشف عن هويته- أن الحكومة الليبية صانعة للسلام وضحية في نفس الوقت، ولهذا فإن الإصلاح كان قادما فعليا إلي ليبيا، تحت تعليمات من سيف الإسلام القذافي ابن القذافي الثاني.
11/5/2011